الخميس، 28 يونيو 2012

على الجانب الآخر


تركتها مودعه إياها لتلتفت لمستقبلها الفنى دون عوده , حيث ذهبت إلى العالم المجهول !
مرت السنوات التى كانت ثمن دفعته الأبنه و أمها ثمناً لشهره تلك الأبنه
تذكرت ألحان أبنتها ,, فعلى حد قولها , فأبنتها كانت أجمل عازفه بيانوا رآها الجميع
آلحانها كانت تغلب عليها الرقه التى وصفها البعض بالآلحان الملائكيه ,,
جلست الأم تدمع عيناها و هى تتذكر كم كانت تلك العازفه الشهيره طفله جميله لا تجد ملجأً إلا بأحضانها
تباً لها الشهره التى أخذت أبنتها إلى أراضى بعيده لا تعلم كم تقطع من الوقت لتصل إليها
هذا كل ما تعلمه الأم عن حال أبنتها ,, تلتمس لها الأعذار و الأعذار لسنوات عديده
تحاول الأتصال بها و لكن لا أحد يجيبها فدوماً ذلك الطريق الوحيد لصبيتها الجميله مغلق
ظلت الأم لا تمتلك سوى أن تسمع ألحان أبنتها لعلها تستعيد دفئ الشعور بحضورها
أصبحت لا تعرف أخبارها إلا من نشرات أخبار الفن و الصحف و المجلات
و على الجانب الآخر الأبنه التائهه فى وسط أضواء الشهره التى عمت عيناها عن ما هو أهم بحياتها
ظلت الأبنه تتنقل ما بين الدوله و الدوله و المهرجانات و اللقائات العالميه
لا تعزف تلك الآلحان إلا فى أرقى المناطق الموجوده بالعالم أجمع
تتحدث عنها الصحف و المجلات و نشرات أخبار الفن و لكنها تائهه تشعر بالوحده الشديده بعد أن تخطت سن الــ 40 دون زواج
دون أهل ,, دون الأصدقاء الحقيقيون ,, دون ملاذ ,, دون أولاد ,, لا تعيش يوماً واحداً يمكننا أن نصفه بالمستقر !
وفى تلك اللحظه التى أفاقت فيها الأبنه على مراره واقعها التى لم تنتبه له من شده أنشغالها حدث ما لن يسرها !
حاولت الأتصال بوالدتها بعد 3 سنوات من أنقطاع الأتصال بينهما و لكن لا أحد يجيب ؟؟!
حاولت الأتصال ببعض الأقارب فأخبروها أن والدتها بخير و فى أحسن حال ,,
قررت الأبنه أن تعود إلى بيت والدته , قررت أن تعود إلى أحضان التى طالما وصفتها بالدافئه
و فى أول عوده لها إلى أرض الوطن بعد سنوات طويله من الفراق
تلك الأبنه الجميله عازفه الآلحان الملائكيه ,, تعود بعد أن ظهرت عليها علامات كبر السن و الإرهاق و أختفت الطفوله من على وجهها الملائكى ,, يلاقيها الجميع على أرض الوطن بالترحاب ,, الجميع يريد أن يلتقط معها الصور التذكاريه
و الأخرين يتهافتون لتكتب لهم كلمه و الصحفيين يتهافتون لأن يسجلو معها كلمه أو لقاءً
 و الجميع يلاحقها بعد هبوطها أرض الوطن مباشره , و لكنها كانت مشتاقه لأمها كثيراً
أخذت تتذكر لقططات سريعه من وداع أمها لها قبل سفرها و كم كانت لا تحمل أعباء الشهره
و أخذت تفكر طيله طريقها إلى المنزل ماذا أخذت من كل تلك سنين الفراق لوطنها و لأمها
لا زوج و لا وطن و لا أهل و لا أولاد  لم تعود إلا بالشهره التى تلاحقها و تزيد أعبائها
و لم تعود إلا بوجه يحمل علامات كبر السن و بعض الخصلات البيضاء فى شعرها
و لكن لا بأس ما زال هناك الوقت القليل لتعيشه بجوار أمها العزيزه
و عند وصولها إلى المنزل أخذت تتذكر لقطات سريعه من طفولتها التى تجمعها بامها
عندما كانت تعلمها الأم ركوب الدراجه الصغيره
عندما كانت تأتى لأمها متسخه ملابسها من اللعب
عندما كانت تعود من المدرسه جائعه و تصرخ فى البيت ماما أين الطعام و ترد عليها أمها متى ستكبرين لتساعدينى بالطهى
أبتسمت الأبنه أبنتسامه أظهرت بعض الخطوط على وجهها ,, لا بد و أنها خطوط كبر السن
طرقت الأبنه الباب و لكن يبدو أن لا أحد بالداخل لا بد و أن أمي بالخارج !
أنتظرت قليلاً جالسه على الدرج و لكن لم ما زال لم يحضر أحد ,,
إلى أن خرجت إحدى جارتنا التى قابلتنى و أحتضنتنى بشده كم كانت أمرآه لطيفه كانت دوماً ما تشترى لى الحلوى
ثم قالت لها أين أمى أنتظرها منذ وقت طويل و لكن لم تحضر بعد لا بد و أنها تزور أحد الأقارب
تحول وجه السيده إلى وجه تملأه الصدمه و كأن أحد صعقها بصاعق كهرائي
قلت لها , ماذا بك ؟؟ هل أنتِ بخير ؟  أجابت أجل لا بأس
قلت لها متى خرجت أمى من المنزل
فوجدت عيناها تهرب مني
فردت قائله ألم تعلمين ؟
حينها بدأت نبضات قلبى المرهق من الوحده و الحزن و الخوف و سنوات الضياع الماضيه ينبض بشده
لا أستطيع التحكم فيه ؟ هل يعلم هو الأخر شيئاً
قلت لها فى تردد ,, ماذا حدث ؟
ردت السيده رداً جعلنى لا أعلم سوى أنى فقدت كل شئ
فقد توفيت أمى منذ 3 أشهر و أقاربي لم يكونوا يزورونها أبداً ,, كانوا يكذبون على , لذلك لم تجيب على الهاتف :(
أصابتها صدمه هستيريه و كل ما كان يتردد على لسانها ,, لقد فقدت كل شئ !!
لقد فقدت كل شئ !!
تبــاً لى , تباً لى ,, تباً لكي أيتها الطموح و تباً للشهره و المستقبل و كل شئ
و منذ ذلك الوقت تحولت تلك السيده الشهيره عازفه البيانو صاحبه الآلحان الملائكيه التى يشهد لها العالم أجمع
من تلك السيده التى وهبت حياتها للآلحان و الفن إلى السيده التى أنتهى بها الأمر فى حجره فى أحد المصحات النفسيه .


تمت ,, 

ياسمين جمال 
29\6\2012

6 التعليقات:

Imane Belâbbes يقول...

البكاء بعد الميت خسارة !!
:(

Angham Salah يقول...

جميل :)

مروه زهران يقول...

قصة جميلة جدا
بس من بداية القصة كان الراوى اللى بيحكى
فى أخر جزء خلتى البطلة تتكلم كأنها ( قلت)
تقريبا كان الأحلى يكمل الراوى ( قالت )
تحياتى لابداعك

yasmeen gamal khodeer يقول...

معلش يا إيمي هى كل شئ مقدر و مكتوب

Angham Salah نورتى :)

MEROOooOOoo هو الأنتقال مقصود للفت الأنتباه بس طالما شئ مفضلتهوش و انتو بتقروها ان شاء الله هعدله المره الى بعدها ,, نورتى

مجدى خضير يقول...

اسلوبك جميل ومشوق وانا حاسس انك كتبتى القصة دى فى غربتك ووحدتك وكتبتيها وانتى مفتقدة مؤقتا الى دفئ الامومة=بس الجميل انك بتجمعى بين الكوميديا والتراجديافى كتاباتك المختلفة وفى الكوميديا لكى مصطلاحات لذيذة مصاحبة لهذا الزمن===وعموما ربنا يوفقك دائما ونقرا لك قصص كتير وابداعات غير مسبوقة

yasmeen gamal khodeer يقول...

مرسي يا عمو ربنا يخليك :)))))))))))
مبسوطه أنك قريتها و عجبتك
نورتنى <3

إرسال تعليق