السبت، 30 يونيو 2012

منذ الوهله الأولى


مدـلله هي , جميله , من عائله معروفه , أحسن والديها تربيتها و لكنهم أزادوا فى تدليلها قليلاً
عاشت طفوله مترفه ,, دائماً مميزه عن باقى الآخريات , و تغار منها زميلاتها
هى الآن صبيه جميله ,, لا تكاد يظهر لها عيوب ,, يتهافت عليها الخُطاب رغبه فى الزواج منها
و لا تقبل أى منهم , إلى أن قابلت ذلك الأمير الذى طالما كانت تحلم به ,, و لكنه لم يخطفها على حصان أبيض
بل أراد أن يخطفها على دراجه بسيطه .. ذاهباً بها إلى بيته فى أحد الأحياء الشعبيه قبل أن يعلم من " هي " تكون ؟
و لكنه عندما علم من "هى " تكون و رأى الفارق بينهما الذى يبلغ الفارق بين السماء و الأرض ,, أضطر أن يفارقها مختفياً عن أنظارها و مُخفياً أخباره ن مسامعها ! 
بحثت عنه طويلاً ,, لا تعلم له عنوان أو هاتف ....
ذهبت يائسه إلى منزلها أغلقت حجرتها و لم تسمح لأحد بالدخول طيله يومان بدون طعام أو نوم
أصرت والدتها على معرفه ما الذي يحدث مع أبنتها و أخذت فى أستجوابها ,, فأضطرت الإبنه للبوح بكل ما تحمله من حزن
فأجابتها أمها و لماذا أختبفى ؟ و لماذا لم يخبرك السبب ؟
قصت الأم لأبنتها قصه إحدى جاراتهم التى تزوجت من رجل ثري و ليله الزفاف فر هارباً فقد كان طامعاً فى مالها و حسب و عندما علم من أحد أقربائها فى الزفاف قبل دخول العروس أن والدها قد أفلس منذ ثلاثه أشهر و لكنه أخفى عن الجميع حتى لا يضع أبنته و نفسه فى موقف محرج , فر الرجل هارباً و ترك الزفاف و شائت الأقدار أن يكون هو السبب فى وضعها فى الموقف المحرج و ليس أبيها .. و ظلت الأم تروي على مسامعها قصص من هذا القبيل ..
حتى سيطر على عقل الفتاه أنه فر تاركها لأنه كان طامعاً أو لم يجد مجالاً لأستغلالها
على الجانب الأخر كان حياه المسكين تشبه الجحيم المطلق فى معناه و الظلام المطلق فى شكلها
أخذ يتذكر كيف قابلها ...
إذ كانت تسير فى إحدى شوارع المدينه و ضلت الطريق فوجدته راكباً دراجته و لكنه ليس الفقير الذى يظهر عليه الفقر كيفما تمثله المسلسلات و الأفلام ,, بل أن أناقته كانت تشبه طبقتها تماماً لا يوجد فارق لدرجه أنها لم تشعر بذلك الفارق
و سألته فأجابها بأنه سوف يوصلها إلى المنزل ,, لم يظل راكباً دراجته , فلجمالها أحترام و لدلالها رونق و هيبه لا تمتلكها أى فتاه
ظلا يتحدثا طيله الطريق عن أشياء كثيره أعجبها طريقته فى التفكير و أعجبته نكهتها التى لا تمتلكها الأخريات و روحها الفكاهيه المبتسمه أبتسامه لم يسمع عنها إلا بقصص الأميرات التى كانت ترويها له أمه فى صغره
تلك الأم البسيطه المتزوجه من رجل يعمل نجار بسيط فى إحدى تلك الأحياء الشعبيه
من حديث الفتاه تفهم أنها ظنت أنه لا يقود الدراجه لأنها وسيلته للمواصلات بل ظنته يمارس رياضه أو هوايه
كبرياءه منعه أن يستوقفها ليصرح بأنها وسيلته للمواصلات .. إلى أن أوصلها للمنزل الراقى فى أرقى الأحياء بالمدينه و علم ذلك اليوم من سكان المنطقه بعدما صعدت إلى المنزل ,, أنها أبنه " فلان "  من أشهر رجال الأعمال بالمدينه
قبل أن تغادره كان قد أعطاها رقم هاتفه حتى إذا أحتاجته و حاولت هى الأتصال به كثيراً بعد تلك المره و لكن لا جدوى ,,
هكذا كانت أقصر قصه حب يراها هو تراها هى و يقتنعان بها أيضاً ,,
تقدم إلى خطبتها أحد أبناء أصدقاء أبيها و قبلت به بعد أن أقنعتها والدتها بكل الطرق
أخبرتها والدتها أن ذلك الشخص الذى قابلته مره , يستحيل أن يكون أحبها من تلك المره فقط
و بالرغم أن الأم أسائت الظن إلا أن الأبنه حاولت أن تصدق لكي ترحم نفسها من العذاب
و قبلت الفتاه من الزواج بهذا الشاب و تزوجا بالفعل
و حينها على الجانب الآخر كان صديقنا يحاول جاهداً و يعمل نهاراً و ليلاً حتى أصبحت ساعات نومه لا تتعدى الساعتين فى اليوم
حتى يليق بصاحبه الدلال التى لم يراها سوى مره واحده فقط ,,,
و لأن طموحه فاقت كل الحدود و كانت الظروف و القدر معه دوماً ,, أصبح صديقنا من أشهر المهندسين و أخرفهم فبالرغم من أن أبوه النجار البسيط كان لا يملك الكثير و لكنه كان يصرف كل ما لديه ليعلم أبنه التعليم الأفضل ,,
أشتهر الأبن الفقير سريعاً و تحول إلى حياه الثراء فى فتره قصيره لا تتجاوز السنه و بضع أشهر
و ذهب بجنونه العاشق إلى منزل الفتاه صاحبه الدلال و الجمال و الشخصيه الجذابه ليتقدم لخطبتها
و بينما هو جالس خاطب و الدها قائلاً ,, أردت أن أتقدم لزواج أبنتك ,, رفض الأب بدون إبداء أسباب
فعاد مجدداً لخطبتها مره أخرى و حاول أن يتحدث إلى والدتها فأخبرته أن والدها رفض لأنها ما زالت صغيره جداً فهى لم تتجاوز ال 17 من عمرها ,, صُعق الفتى و قال لها كيف هذا أنا لم أقصد أبنتكم الصغرى ؟
قالت أم ماذا ؟ قالت أنا أقصد الكبرى !!
تعجبت الأم كثيراً و أخبرته أن أبنتهم الكبرى متزوجه منذ ما يقرب من عام
و هنا كانت صدمته و قرر حينها أن لا يتزوج حتى يشاء القدر
و شاء القدر و تزوج من إحدى الفتيات و التى كانت تشبه حبيبه المقابله الأولى كثيراً و عاشا أيام جميله فى خطبتهما
إلى أن أتى حفل الزفاف الذى وجد فيه حبيبه المقابله الأولى من وسط الجميع تحمل طفلاً و يسير إلى جوارها رجلاً ممسكاً بيد طفله صغيره ,, فإنها إحدى صديقات عروسه ,,
لكنه وجد أن هناك فارق كبير بمكن قابلها مره واحده و من ظل قضى معاها أيام كثره و جمعتهم المواقف و الأحداث
كانت صاحبتنا سعيده كثيراً و لم يظهربها أى أرتباك حتى ظن صديقنا أنها لم تتذكره
و لكنه أيضاً كان لا يهتم للأمر كثيراً فهو علم الفارق بين الأثنتان
و علم أن الأنتظار الصامت غير المحدد الملامح لن ينتج ما نريده فالناس لا  تقرأ أفكارنا و لا تدخل إلى نفوسنا لتعرف نوايانا
و أنجب صاحبنا بنتان و عاش حياه هادئه مستقره كصاحبتنا تماماً


لــ ياسمين جمال 
1\7\2012

2 التعليقات:

مروه زهران يقول...

أن الأنتظار الصامت غير المحدد الملامح لن ينتج ما نريده فالناس لا تقرأ أفكارنا و لا تدخل إلى نفوسنا لتعرف نوايانا

جميلة جدا

yasmeen gamal khodeer يقول...

MEROOooOOoo ميرسي :) نورتى

إرسال تعليق