الأحد، 22 يوليو 2012

حادث زواج || الجزء السادس و الأخير












غادر هو المكان و هى بدأت فى التحدث لنفسها بصوت تسمعه هى فقالت لعله إنسان طيب القلب و لكني لا أطيقه و لعله إنسان فى طابعه ( الغلاسه ) و يمتلكها كهوايه 
و لعلنى أمتلك حظ سئ ليكون أول تعارفى به حادث سياره 
 لا أعلم و لكنه يؤدي دوراً قصيراً فى حياتي و سينتهي قريباً و سأرتاح أنا 
فوجئت بصوته من بعيد يقول ( أخدت أجازه بالتليفون و جبتلك أيس كريم كمان ) 
أدارت وجهها لتتأكد منه فوجدته هو يظهر من وجهه صفين أسنان منفتحان على العالم 
و على وجهه علامات سعاده و بهجه لم ترها بوجه أحد من قبل 
ما تملكها إلا أن تضحك و تنخرط فى ضحك عميق و يده تمتد لها بالأيس كريم 
و هى تنتشله من يده التى تتراقص فى الهواء 
قالت له لماذا عدت ؟؟ 
قال : أريد أن أتعرف على صديقاتك لعلي أجد واحده تناسبنى بعد أن ننتهي من ذلك المسلسل 
قالت : أتركني أنتقى لك من تناسبك 
قال : لا مانع إذاً و لكن ( أتوصى ) 
فضحكت هى و قالت لكن لعل ظنك يخيب فصديقتى لن تأتى  و أعتذرت منى 
قال لها : لا مانع إذاً أن أصطحبك لمكان ما 
قالت : ما هو ؟؟؟ 
قال لها : لا تتعجلى و لكنى أحتاج للتحدث إلى أحدهم و لم أجد سواكى 
شعرت صاحبتنا أن هناك حزن دفين فى قلب هذا الرجل يشبه حزنها كثيراً 
و لكنه قد يكون أكثر أختفاء ,, ذهبت معه فهناك حلقه ذهبيه فى يدها ترتبط بالحلقه الفضيه بيده و قد تجعلها لا تخاف منه كما تخشى الغريب 
ذهبت معه آمله أن تفرج و لو جزء بسيط من همه 
و عند البوابه نظر و قال ألا تخشين الذهاب معى 
نظرت له و أومئت برأسها قائله لا 
نظرتها كانت تمتلئ بأبتسامه لم يرها من قبل فتهلل قلبه و كأن الطريق قد فُتح له 
و عندما وقفا أمام جراج السيارات نظرت له قائله سأستقل سيارتى و أتبعك 
قال : لا ,,  نريد أن يصل كلانا بسلام 
فضحكت و قَبِلت الذهاب معه 
وجدت السياره تتوقف و ما إن نزلت حتى وجدت منزل قد تساوى بالأرض 
فتات الجدران الملقاه على الأرض تشهد على حياه جميله كانت تملئ ذلك المكان 
لا تتعجبوا فالحياه الجميله و الذكريات الرائعه تظل تلتصق بالأماكن و يشعر بها حتى من لا يعرف عنها شيئاً و لم يعايشها 
بجانب المنزل بمتر و نصف تقريباً هناك منزل جميل و لكن واضح أن الحياه أقلعت عنه منذ سنوات و أن من به قد رحلو عنه تاركي الفراغ يأكله يوماً تلو الأخر
المنزل يقف و كأنه باكي على المنزل الذى أطاح به الزمن أرضاً
أخذها التأمل كثيراً فلم تسنح لها الفرصه أن تنظر لصاحبنا و ما أن ألتفتت حتى 
لمحت الدموع تفر من عينيه , خشت أن تضعه فى موقف محرج فأدرات وجهها سريعاً و كأنها لم تراه ,, حتى سمعت صوته الذى وصفته فى تلك اللحظه بالخافت المتقطع
و هو يقول هنا كان المنزل يصادق منزلنا المهجور يقف بجانبه دوماً و لم نجده أبداً قد أستدار عنه أو تركنا يوماً 
هنا كان منزل أول فتاه يخفق قلبي خفقاً لها 
و ترتعد عيناي من جمالها 
و تملأ حياتى أمل فى غداً أفضل 
كنت أرى جميع الفتيات سيئات و أنها الفتاه الوحيده التى تشبه الملائكه 
 كنت أحبها كثيراً هى ( بنت الجيران ) 
التى عشت طفولتى طولاً و عرضاً معها و بصحبتها 
أنا من علمتها ركوب الدراجه 
أنا من شاركتها اللعب أكثر من صديقاتها الفتيات 
أنا من شاركتها طفولتها و هى من شاركتنى طفولتى 
حتى ألتحقنا بنفس الجامعه ونفس الكليه و درسنا سوياً 
لم أفاتحها بحبي لها و لكنها كانت تشعر به حتماً 
تمنيت أن تسمح لي الفرصه أن أخبرها عن ذلك الحب الذى كان يسكن فى أرجاء قلبى
يجعله كالمدينه الكبيره التى لا يسكنها الكثيرين و غابت عنها الفرحه 
و ما إن دخلتها هى ملأتها بهجه و سعاده و لم تجعلنى وحيداً ذات مره 
لم أصبح وحيداً إلا عندما سقط ذلك المنزل على أسرتها جميعاً و هى أيضاً 
عندما رأيت الجثث الخمس تخرج أمامى تتلوهم جثتها شعرت أن الحياه قد توقفت هنا 
أصبحت أنا الجثه السادسه التى تلتهم و لكنها ما زالت تتحرك 
لم تصبح الحياه أمامي سوي مكان لا أرغب فى الإقامه فيه بعدها 
ظنا والدى أن بأنتقالنا من المنزل سوف أتناساها و لكنهم على خطأ 
لم أكن أمتلك أصدقاء سواها و لم أكن قريباً من أهلى كما كنت قريباً منها 
كنت لا أسجد سجده إلا و دعوت الله أن يغفر لها و يجعل مثواها الجنه 
لم أنساها بعد فلسانى يدعو لها قبل أن يدعو لنفسي 
تنصت إليه بإهتمام شديد و تشاركه بعض الدموع التى تناثرت على وجهها 
ثم ينظر إليها قائلاً : لا أريد أن تضيع الأخرى منى أيضاً و لن أنتظر وقتاً 
إضافياً كى أخبرها بما أكنه لها ..  
أنتى من طرقتى أبواب قلبي و أستطعتى التسلل إلى أبواب حياتى المغلقه التى دائماً ما توصد أمام الجميع , أثير غضب الجميع لأنى أرفض الجميع من بعدها 
و لكنكي أقتحمتى تلك الوحده التى لطالما كانت تقتلنى يوماً تلك الأخر 
أنتى من أعدتى إلى قلبى الحياه بعدما أحتضر على فراش الموت 
منحتيني الأمل دون أن تشعري  
تزداد ضربات قلبها بل أصبح يركلها ركلاً 
و كأن جسدها ينتفض 
نظر لها فوجد وجهها يتخلله الدهشه و الإرتباك ,, 
فقال لها سريعاً 
أتوافقين على الزواج مني ؟ 
نظرت له و قالت أريد أن أعود للمنزل 
حزن كثيراً و شعر أنها لا تستطيع أن تعبر عن رفضها 
و أعادها للمنزل و كأن عيناه ترجوها أن توافق 
و ما ان أغلقت باب غرفتها حتى أنتابها بكاء عميق لا تعرف هى سببه 
أتحبه أم تشفق عليه أم تكرهه أم لا ترغب سوي فى التخلص من الأخر عن طريقه 
سمعت أمها البكاء الصادر من الغرفه فأتصلت بصديقتها والده ( عريس الغفله ) 
سريعاً لتسألها فما أن سألت الوالده أبنها 
فقال أظن أننا سنضطر لإنهاء الخطبه قريباَ 
هو فعل ذلك لأن المسلسل لا يحتاج وقت فى المستقبل أكثر من يومان 
و يحاول التمهيد لأمه ,, لم تخبر والدته صديقتها بما قاله أبنها 
و لم تحاول أن تزيد هموم أبنها الذى يظهر على عيناه الحزن 
فلم تسأله عما حدث و لكن 
لابد و أن أحدهم يطرق هاتفه و يريد التحدث إليه 
ما إن أنتشله حتى وجد أسمها الذى لم يترك له الفرصه يطرق الهاتف أكثر 
فرد سريعاً بصوته الحزين الذى يغلبه الأمل فى موافقتها 
 و أخذا يتحدثا طويلاً و أنتهت المكالمه بعد أن أغلق باب غرفته و لم يخرج منها لمده يوماً كامل ..
لقد أخبرته صاحبتنا أنها موافقه لأنها تحتاج إليه أكتر مما يحتاجها هو 
لكنها طلبت منه وقتاً مناسب ليتحول فيه المسلسل إلى حقيقه 
و ما زال صاحبنا فى أنتظار لحظه تحول المسلسل إلى الحقيقه ! 

تمت ,,

ياسمين جمال 
23\7\2012

2 التعليقات:

Imane Belâbbes يقول...

كانت القصة جميلة و استمتعت بقراءتها ..
أسلوبك رائع
تحياتي

yasmeen gamal khodeer يقول...

شكرا جدا :) ده شئ أسعدنى أنها عجبتك

إرسال تعليق