الثلاثاء، 24 يوليو 2012

فى أحضان العاصمه















شعرت بملل ينتابها و يتخلل أرجاء روحها فقررت الخروج لعل ضجه شوارع العاصمه تؤنس وحدتها 
تحركت نحو خزانه الملابس أرتدت أزهى ما لديها من ألوان و فى حركه رشيقه نحو المرآه أخذت تدور و تنظر لنفسها 
تناولت بعض أدوات التجميل لتبرز جمالها لم تثقل فى وضعه و لكنها وضعت القليل الذى يمنح و جهها هدوء 
أخذت تحدق بوجهها فى المرآه ثم أمسكت بقطنه و ضعت عليها قليلاً من مزيل المكياج و بدأت فى إزاله كل ما وضعته على وجهها 
ثم قالت : هكذا أفضل و أكثر براءه ! و أبتسمت أبتسامه ملائكيه تناولت حقيبه يدها ثم خرجت من المنزل فى دوران رشيق نحو حذائها التى ما إن أرتدته حتى أغلقت باب المنزل ... 
و فى وسط شوارع العاصمه المزدحمه أرتسمت على وجهها بسمه سحرت كل من نظر إلى وجهها البشوش 
و فى أثناء مرورها بجانب بائع حلوى غزل البنات وقفت لتشترى 3 منها فهى تحبه كثيراً و يمنحها ذكريات تسعد بأسترجاعها 
أكلمت طريقها نظرت إلى تلك صاحبه الوجه الأكثر براءه على الإطلاق و لكن تهبب بفعل عوادم السيارات 
طفله رقيقه و لكنها تملك من جَلَد التحمُل ما جعلها تسير على أرضيات الشوارع المليئه ببقايا الزجاج المكسور و الفضلات الحيوانيه 
و فضلات إهمال الأنسان بعدما يأكل طعامه مثله كمثل الحيوانات التى تلقى بأى شئ فى أى منطقه , يستقل أحدهم سياره فخمه من أغلى أنواع السيارات و يلقى ببقايا الفول السودانى و اللب من الزجاج يظن نفسه أدمياً بتلك السياره و لا يعلم أنه غير ادمى بذلك التصرف , 
تنظر له تلك الصغيره فى سخط مبتعده بما تحمله من عقود الفل و ما أن أقتربت صاحبتنا منها حتى أعطتها واحده من الحلوى التى أشترتها منذ قليل نظرت لها الطفله نظره تملؤها الرضا و أعطتها فى كل براءه عقد من الفل الذى تبيعه ثم أنطلقت بعيداً ظلت صاحبتنا تراقبها وجدتها تفتح الحلوى و تلقى بغلافها الورقى الشفاف فى سله المهملات البعيده فى نهايه الشارع و برغم قدماها الحافيتان إلا أنها سارت حتى نهايه الشارع لتلقى بالورقه بينما أخرين لا يسيرون خطوتان بالسياره و أحذيتهم  الأنيقه ليلقوا قليل من قشر السودانى 
أكملت سيرها بعد أن أنتابها قليل من الحزن على تلك الملاك الصغير الذى ألقت به الأقدار إلى الشارع 
قابلت فى طريقها المطعم التى تحبه كثيراً دخلت و لم تهتم أنها تدخله تلك المره بدون أصدقاء أو أهل أو حتى حبيب 
دخلت و أستقلت منضدتها المفضله و طلبت طبق الفيليه الخاص الذى تفضله 
تناولت طعامها و غادرت المكان بعد أن دفعت كل الحساب و أكملت رحلتها وسط ضواحى العاصمه 
وجدت أنها ليست وحيده إلا فى منزلها و لكن عندما تصبح وسط الأخرين تشعر أنها لم تفقد أحد بعد و أن الحياه ما زالت تمتلئ بأُناس هى لم تعرفهم بعد و لكنهم موجودين ,, تشعر بالأمان فى وسط أرجاء العاصمه أكثر من شعورها بالأمان فى منزلها 
رأت بائعه الفل مره أخرى فأسرعت نحوها  و كأنها تعرفها منذ زمن و قبل أن تصل لها على الجانب الاخر من الشارع كانت قد أصبحت تحت أنقاض  تلك السياره الفخمه ذاتها التى سائقها لا يعرف عن السلوك الأنساني شئ  
و ما أن فتحت صاحبتنما عينتيها فوجدت نفسها فى فراشها جانب الشخص الذى أصبح زوجها و ملئ وحدتها منذ 4 أيام فقط ! 
أبتسمت و قبلت جبهته ثم نهضت من الفراش لتقوم بتحضير الإفطار 

تمت ,,,
لــ ياسمين جمال 
24\7\2012

0 التعليقات:

إرسال تعليق