دائماً ما كانت تقولها لى أمى قبل مغادرتى إلى المدرسه و عند باب الشقه كل صباح يجب أن تُذكر تلك الجمله
حتى أصبحت فى 3 أبتدائي و فى الدروس الخصوصيه من الواضح أن المدرسين قد توارثوا الجمله من أمى العزيزه
و أصبحت أسمع تلك الجمله بشكل يومي و كما يقولون " الزن على الودان أمر من السحر "
و بعد سنوات عده أضطُررت لتنفيذها بعد كوارث قد أصابت كل من حولي إثر محاولاتى للإعتماد على نفسي دون السؤال
و كنت دائماً ما ألاحظ " المويسه " لا يفعلون سوى شيئان طيله اليوم الدراسي ,,
يسألون المعلمين فى ( فقره شرح الدرس الجديد ) و يجيبون فى (فقره التسميع)
فحاولت أن أفعل مثلهم و مثلما تُلح امى دوماً بهذا فأصبحت لا أفعل شيئاً سوى أن أقول
( ليه و أزاى و يعنى أيه و أمته و فين و كل الأسأله الى تخطر على بالك ؟ زي الولد بتاع إعلانات يعنى إيه مدينه فى إعلان سيتى لايف )
إلى أن أصبحت أمى تصرخ بوجهى ( يا بنتى مش كده , أرحمينى ! ) تباً , أليس هذا طلبها التى طلبته منى منذ سنوات , مع ظهور بعض العلامات على وجهي التى وصفتها أمى و هى تذكرني بتلك الأيام ( بالإسبهلال )
أصبح المدرسين يشكون فى قدراتي العقليه و أنى غير طبيعيه , تباً , أليس هذا ما يطلبوه دوماً ليتخلصوا من مشاكل أستكشافى للواقع
أصبحت أمهر من يسأل فى فصلى كله حتى أصبحت أمهر من ( المويسه ) فى الأسأله ,,
و لكن معتقاداتى فى أنني إذا سألت سأصبح ( مويسه ) مثلهم , لم تتحقق فما زلت كما أنا
إلى أن أتصل إحدى المعلمين بأمى شاكياً كثره أسألتى و إضاعتى لوقت ( الحصه ) و يومها لن أنسى العقاب الذى نلته فى حرمانى من أكل الشيكولاته لمده تقرب من شهر تقريباً و مخاصمه أمى لى كان هذا لى هو أقسى عقاب تعرضت له فى صغري بعد عقابى على أول كذبه كذبتها فى طفولتى
و مع أول سؤال خطر فى ذهنى بعد ذلك العقاب و الإقلاع عن تطبيق جمله " لو مش عارف حاجه أسأل "
كان السؤال الذى يتردد على ذهنى هو كيف هناك أحتمال فى وجود كائنات أخرى على الكواكب الأخرى ؟
لم أسأل بالطبع و عُدت إلى الأستكشاف مره أخرى و جلست فى شُرفه منزلنا و أخذت أحدق بالسماء و بين سوادها الحالك فى منتصف الليل قبل أن تستيقظ أمى لإعداد الفطور قبل الذهاب إلى المدرسه أخذت أبحث عن تلك الكائنات و أتخيل أشكالها
ساعدني خيالى الواسع على تخيُل قرود بذيلين و أحصنه تملك الأجنحه و تطير و كائنات لها رأس إنسان و جسم ما يسمونه بالسلعوه
وقد يكون هناك كائنات فضائيه يرتدي رجالها الجونلات و ترتدي نسائها ملابس فضيه لامعه ( تقريباً كانوا رقاصات )
إلى أن أستيقظت أمى و قامت بضبطى متلبسه و أنا أفتح الشرفه لنهايتها و الناموس قد ملأ المنزل :S كل ما لاحظته هى هو الناموس
بينما أنا ذهبت لأكمل نومى و زارتنى الكائنات الفضائيه فى أحلامى
و مع الصباح الباكر ذهب للمدرسه و جلست طوال اليوم غير منتبهه لأى كلمه يقولها المدرسين أو حتى أصدقائي من حولي
كل ما أفكر فيه هو الكائنات الفضائيه و القرود ذات الذيلين و الأحصنه الطائره إلى أن أنتهى اليوم الدراسي و عُدت إلى المنزل
و لاحظت أمى شرود ذهنى الدائم و عدم أنتباهى للأحداث التى تدور حولى , لاحظت نظرتها تلك التى دائما ما تبدأ بعدها بالأسأله المتلاحقه ( مالك ؟ مالك ؟ مالك ) و أنا أكتم تساؤلاتى و أحاول أكتشافى لها بمفردي دون مساعده أحدهم
و فى الليل دخلت إلى مكتبه منزلنا و أخرجت كل الكتب الموجوده بها باحثه عن كتب عالم الفضاء من موسوعه الباب الأخضر التى كانت مفضله لى فى صغري أخذت أبحث بها عن الكائنات التى تعيش فى الفضاء و لكن دون جدوى لم يذكر الكتاب سوى أنه من المحتمل أنه يوجد حياه على أحد الكواكب التى أكتشفوا وجود الماء به و لكنهم لم يوضحوا نوع تلك الكائنات
تخليت عن تساؤلى الذى أرقنى أياماً ,, و تخليت عن نصيحه أمى ( لو مش عارفه حاجه .. أسألى )
:) و ما زال البحث جاري عن القرد ذو الذيلين و الراقصات و الرجال ذوى الجونلات و الحصان الطائر ...................
لــــ ياسمين جمال
12\7\2012
8 التعليقات:
ههههههه عجبني اوي سردك للحدوتة و سخريتك من الكلام .. تقريبا كانوا رقاصات :D
طبعا انتي بعد ما عرفتينا قابلتي كل الكائنات الفضائية اللي كان نفسك تلاقيها :D
:D مهو ملهمش تفسير بشكلهم ده الا رقاصات :D اكييييييييد انا دخلت عالم الفضاء نفسه :D
طريقتك حلوة طبعًا فى السرد ^_^..
وأعتقد ان تجربتك كانت صعبة بالنسبة لطفلة...وجميل منك محاولة الاكتشاف بنفسك..
دمت بخير حال :)
بقى السؤال الرخم ده يعمل فيكى كل ده
القرد ذو الذيلين و الراقصات و الرجال ذوى الجونلات و الحصان الطائر ...................
ربنا يعينك فى رحلة البحث
جميلة أوى الحكاية وطريقتك فى السرد روعة
شكرا يا حبيبه نورتينى :) .. هو جميل لكن بيتسبب فى كوارث بصراحه :D
لا مخلاص اكيد رحله البحث توقفت لما كبرت عرفت أنى محاولش اعرف علشان حتى العلماء لسه ميعرفوش :D
نورتى يا MEROOooOOoo
عالم الفضاء محير أصلا :DD
بس عمومـًا المدرسين بيتخنقوا من الأسئلة و الأهل كذلك :)
مش عارفة ليه !
المفروض إننا نسأل عن الحاجات اللي احنا مش فاهمينها و مش عارفينها
لأن السؤال دا هو اللي بيميز الناس اللي بتفكر و عندهم استعداد للإبداع من غيرهم :)
Keep asking
و ما يهمكيش حد :)
و بالتوفيق
ههههههههه هما الامهات كد دايما ي ميما يقولولنا الحاجه و لما نعملها يزعقوا :] بس فكك انا هاجى ادور معاكى عن الكائنات دى عشان انا بحب ادعبس فى الحجات لغريبه :) مقال عسول يا ميما استمرى :* :)
إرسال تعليق