الأحد، 10 فبراير 2013

إلى الحياه !!

















فى مشهد من مشاهد السينما المصريه كما الحقيقيه المصريه أيضاً ....
تبكي السيدات ذوات المشاعر المرهفه و تولول الأخرى من ذاوت الدين الضعيف و تقف أخريات قويه كالنبؤه لا ترى فى وجهها سوى علامات الأستقواء ,,,, هي فقط من تتمني عوده الغائب و أن يصبح هذا حلماً أو كابوس يمكن أن تفيق منه ,, ظلت واقفه تنتظر الإفاقه تسير و لكنها تنتظر أن تفيق !
الرجال يحملون ذلك الصندوق الخشبى على أعناقهم يسيرون بينما أخرون يهرولون و كأنهم على موعد يريدون اللحاق به !
و لكنه كما يُقال لقد كان الصندوق يجري ,, إنه النعش الذي يهرول سعياً إلى الجنه و فى مدلولنا فإن أعماله كانت حسنه لذا فإن الميت يهرول للجنه !! ,,,,, و فى عوده سريعه لتلك الفتاه التى ما زلت تشعر أنها تحلم تحاول اللحاق بالنعش ولكنها لا تستطيع فالزحام شديد و الرجال يحجبون الرؤيه  ظلت تحاول أن تسترق نظره أخيره و لكن دون جدوى ..
توقف الموكب فجأه ,, يصمت الجميع , يخاف البعض و يبتعد ,, يهتز النعش أهتزازه قويه , يسكن ,, ثم يهتز مره أخرى! يُنزل الحاملون الصندوق على الأرض و يبتعد الجميع و يتردد الأخرون فيما ينتون فعله ! ... بينما هي تحاول أستيعاب ما الذي يحدث فظنت أنها فى حلم و هذه هي الاستفاقه ... و لكن بعد ان فتح الرجال النعش ووجدو الميت يتحرك و ينطق بكلمات ليس لها معنى واضح و قامو بازاله الكفن من على وجهه ,, إنه الميت .!
إنها لم تكن عوده الميت بل كانت خطأ طبي فى مصرنا الحبيبه ,, فقد اتفق الأطباء على أن الحاله ماتت إكلينيكياً و القلب متوقف تماماً و أنه لا جدوي من عودته للحياه بعد العديد من الصدمات الكهربائيه الكفيله بموته إن كان حياً !! قاموا بإخبار أبنته أنه لا جدوى من وضعه على الأجهزه الأصطناعيه أكثر من ذلك فإنها سوف تكلفهم مال أكثر و حسب ! و أكدوا لها أنه لا أمل فى بقاءه !! و
لقد بذلت الفتاه كل ما تملكه من مال لإنقاذ حياة والدها و كانت على إستعداد أن تأتي بالمال و تتداين لكي ترى ذلك السند يمنحها شعور بالأمان فى وجوده و لكن الأطباء قد أقروا حقيقه ما تعلموه ,, فهو لن يفيق من موتته !
شاءت الأقدار و أنتفض القلب لبخفق خفقه دقيقه ثم بدأ يحاول أن يخفق خفقته القويه و حدث رغم أنها لم تكن قويه بالقدر الكافي إلا أنها أقرت حقيقة أنا ( الميت صحى) ,, لم تتفاجئ الفتاه فهي الوحيده من كانت تظنه كابوساً و ستفيق !
و فى عوده (بالميت الصاحي) الى المستشفى تصرخ الفتاه فى الأطباء ( هتموتوه عافيه يا ظلمه )
تم العنايه به و وضعه على أجهزه تساعده على استعاده جميع عملياته الحيويه ,, و بعد مرور من الأيام خمس تقرر خروج المريض من المستشفى ليذهب إلى منزله و بينما تنام الفتاه على ذلك الكرسي الخشبي المرهق للغايه تفيق على صوت صافره الأنذار فنظرت إلى والدها وجدته مغمض العينين ,, صرخت تنادي الأطباء و لكن دون جدوى فالكل نائم ,, هرولت إلى غرفه الأطباء و أخذت فى الصراخ حتى أنتبهوا لها ,,, و ما أن دخل الطبيب غرفه المريض  حتى صرخ بالممرضه جهاز الصدمات الكهربائيه على الفور أتت به الممرضه بعد ما يقرب من مرور 5 دقائق و بدأ الطبيب فى التعامل ,, مره أثنان الثالثه ,, سنضطر لوضعه على الأجهزه الأصطناعيه مره أخري ,,, لا جدوي !! مره أخرى يقرر الطباء أن المريض قد مات لا محاله و أنه يستحيل له الحياه كالمره السابقه ,,,,
و فى إعاده لنفس المشهد و لكن هذه المره لم يوجد سوى قليل من النساء و معظم الرجال الذيين شيعوا الجنازه السابقه
يحملون نفس الصندوق مره أخرى و نفس الميت مره أخري و الفتاه تسير و كأن الصدمات أرهقتها !
العدد قليل الفتاه ترى النعش بعينيها و تسطيع توديعه بسهوله عن ذي قبله و لكنها الأن متأكده أنه لا عوده للوالد المتوفي و ما إن بدأت تظهر الدموع فى عينيها ,, حتى صمت الجميع و فزع أخرون و فروا و بدأ النعش يصدر صوت كالسابق !! ,, فر الموجودين و لم يتبقى الا رجلين قاموا بفتح الصندوق و ازال الكفن من على وجه الميت و التدقيق به ,, ( صحى الميت تانى ) و فى عوده الى مستشفى أخرى قد تكون أفضل من الأولى يطمئنها الأطباء أن والدها قد عادت وظائف جسده و لكن ليست بالقوه المطلوبه و أنه يحتاج إجراء عمليه جراحيه بالقلب ,, ذهبت الفتاه و هي تحاول جمع المال بشتى الطرق لجأت للكثيرين كي تنقذ حياه و الدها و ما أن عادت بعد يومين إلى المستشفى حامله المبلغ كامل حتى أخبرها الأطباء أن الوالد قد مات إكلينيكياً و أن وضعه على الأجهزه الأصطناعيه لا فائده منه ,, أصرت على وضعه على الأجهزه و بذلت كل المال الذى جمعته للعميله فى اقامته و الاجهزه الاصطناعيه حتى مر شهر و نصف و أخبرها الأطباء أنه لا جدوي من وضعه هكذا فهذا هو العذاب و حسب !
ظلت ترفض كلام الأطباء و تملك أملاً أنه سوف يحيا مثل كل مره و لكن من الواضح أن كلام الأطباء صحيح لا جدوى !!
تلك المره لم يشيع الجنازه سوى الفتاه بصحبه عمتها و زوج عمتها و صديق و الدها فقط !!
و كأن المتوفي لا يريد الزحام و صلو إلى المقابر دون مفجآت و تم الدفن و لم يعد الميت للحياه كمثل كل مره و لعله يعود و لكن حينها لن يسمعه أحد و لن يشعر به أحد ,, ظلت الفتاه تلتصق بقبره يومين لعله يفيق و تسمع صوتاً و لكن من الواضح أنها الموته الأخيره حقاً , عادت إلى منزلها بعد شهر و عشرون يوماً من الدراما الغير متوقعه !!
غلبها التعب  و ألهاها الإرهاق عن الحزن ,, ذهبت فى نوم عميق لمده 24 ساعه متواصله ,, و عندما أستيقظت ذهبت لغرفه والدها و نست كل ما حدث طرقت الباب و لكن لم بجبها أحد !!


to competition with mr minsh :D

ياسمين جمال 
11\2\2013

0 التعليقات:

إرسال تعليق